وزير سوداني يعلق على الملء الـ (4) لسد النهضة الإثيوبي
قال وزير الموارد المائية والري والكهرباء الأسبق د. عثمان التوم، إن السودان قد تحوط مسبقًا للملء
الرابع لسد النهضة الإثيوبي، والذي أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي اكتماله اليوم.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي قد أعلن اليوم عبر منشور على موقع إكس “تويتر سابقًا”، اكتمال الملء الرابع والأخير لسد النهضة.
د. عثمان التوم الذي شغل منصب وزير الموارد المائية والري والكهرباء،
قال إن الوزارة قد تحوطت مسبقًا للملء الرابع بتخزين ما يصل إلى مليار ونصف متر مكعب للطوارئ أو في حالة الحاجة.
مؤكدًا أن السلطات الإثيوبية لا تشارك المعلومات حول السد مع السودان
وأوضح الوزير بحسب التر سودان، أن المليار ونصف متر مكعب من المياه هي المخزون الذي كان يتم من خلاله توليد الكهرباء في الفترة السابقة.
مشيرًا إلى أنه رغمًا عن ذلك تأثرت بعض المناطق التي كانت تستخدم الري الفيضي شمال عطبرة في ولاية نهر النيل بالملء الرابع للسد.
مؤكدًا أن سدود نهر تكزي الإثيوبي وأعالي عطبرة وخشم القربة استمروا في تخزين المياه طوال تلك الفترة
وقال التوم: “ما يجب توضيحه أن كمية التخزين في الملء الرابع لسد النهضة عالية جدًا عند مقارنتها بالملء الأول والثاني
لأن الإثيوبيين قاموا ببناء الحاجز الأوسط بالسد وهو الذي يجب أن تعتليه المياه لتمر إلى دول المصب،
أو أن تمر عبر الفتحات أدنى جسم السد، والتي تمرر ما مقداره (100) مليون متر مكعب فقط.
مع العلم أن ما يستقبله السد في الفيضانات يصل إلى (600) مليون متر مكعب، ما يعني مرور (100) مليون متر مكعب فقط،
والباقي يتم تخزينه في بحيرة السد، وهو ما أدي إلى تأثرنا بنقص المياه” – حد قوله.
ويضيف الوزير الأسبق والخبير في مجال المياه: “لكن بالأمس ارتفعت بحيرة سد النهضة واجتازت الحاجز الأوسط ومرت المياه نحو السودان ومصر،
لكن كميتها بسيطة مقارنة بالسابق في هذا التوقيت، حيث وصلت إلى (30) مليون متر مكعب فقط
وأكد الخبير السوداني على أن الأزمة الناتجة عن الملء الرابع للسد ستنفرج.
وأردف: “خلال أسبوع ستكون المياه التي عبرت من سد النهضة قد وصلت إلى السودان،
ومن ثم البداية في الازدياد تدريجيًا بوصولها من النيل الأزرق إلى نهر عطبرة، الأمر الذي سيحل الإشكال في نقص المياه”
ولكنه عاد واستدرك: “تظل الحقيقة أنه لا وجود لفيضانات ولا انحسار للنيل بعد اليوم،
وهو ما سيمكن مزارعي الجروف -وهي الأراضي الزراعية التي يغمرها الفيضان-
من زراعتها طوال الموسم، وهو ما يسمح بتنويع المحاصيل وإدخال أصناف جديدة مثل البرسيم والموز دون أن تغمرها مياه الفيضانات كالسابق”.
إعلان اكتمال ملء السد يأتي في ظل استمرار النزاع مع السودان ومصر
بلدان المصب التي تعتمد على الوارد من الهضبة الإثيوبية في مواردها المائية.
وفشلت الأطراف في الوصول لاتفاق فيما يتعلق بملء وتشغيل السد، فيما تؤكد إثيوبيا أن سدها الكبير لن يضر بأحد.
ويقع سد النهضة على النيل الأزرق على بعد نحو (30) كيلومترًا
من الحدود مع السودان في منطقة “بني شنقول-قمز”، ويبلغ طوله (1.8) كيلومترًا، فيما يبلغ ارتفاعه (145) مترًا