ما وراء الخبر
محمد وداعة
بين جنين .. و الجنينة
*اسرائيل تذمرت و اشتكت مرات عديدة من تردد البرهان فى المضى قدمآ فى الاتفاق الابراهيمى*
*تدرك اسرائيل ان اسهل الطرق لتحقيق اهدافها فى السودان يمر عبر سيطرة حميدتى على السلطة*
*السلطة الانتقالية الغت قانون مقاطعة اسرائيل ، و فتحت الباب على مصراعيه للعلاقات مع اسرائيل*
*وزراء الحرية و التغيير فى حكومة حمدوك كانوا يتنافسون على الارتماء فى احضان اسرائيل*
*من يعمل على تطبيع العلاقات مع اسرائيل لا علاقة له بالحرية و السلام و العدالة*
*فاقد الشيئ لا يعطيه ، و الطيور على اشكالها تقع* ،
تدمير و تفكيك السودان مشروع صهيونى اسرائيلى قديم ، مع الاسف بعد ثورة ديسمبر زادت وتيرة التدخل الاسرائيلى فى الشأن السودانى ، ووصلت قيادات الاستخبارات الاسرائيلية الى الخرطوم دون وجود علاقات رسمية بينها و بين الخرطوم، و تباهى نتنياهو بان الخرطوم عاصمة اللاءات الثلاثة ، قالت نعم ، حميدتى قابل الموساد فى ايطاليا ، و استقبل وفود اسرائيلية زارت الخرطوم بدعوة منه ، نفت الخارجية السودانية علمها بالزيارة ، و التقت قيادات سياسية و تنفيذية بمسؤلين اسرائيليين فى الامارات و تركيا ، الاستاذ محمد الفكى عضو مجلس السيادة اصطحب وفد اسرائيلى برئاسة الموساد الى مؤسسة الصناعات الدفاعية ، و رد على انتقادات وجهت له ، بانه ليس الوحيد ، و قال ان مجلس السيادة و الحكومة على اتفاق بشأن العلاقات مع اسرائيل ، بعد انقلاب 25 اكتوبر و حل مجلس السيادة نفى متأخرآ عضو المجلس الدكتور صديق تاور ان يكون مجلس السيادة قد ناقش او وافق تطبيع العلاقات مع اسرائيل ،
الغت حكومة حمدوك قانون مقاطعة اسرائيل لسنة 1958م ، ووقع الاستاذ نصر الدين عبد البارى اتفاق سلام مع اسرائيل من داخل السفارة الامريكية فى الخرطوم ، واعلنت اسرائيل انضمام السودان للاتفاق الابراهيمى ، وهو اتفاق ترعاه الامارات و يضم البحرين و المغرب و السودان ، عقد مؤتمر فى المغرب للدول الابراهيمية بمشاركة اسرائيلية فى ديسمبر 2022م ، وشارك في المؤتمر كل من السودان والأردن والبحرين والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بهدف بحث فوائد التطبيع ، و دفع السودان الى التطبيع الكامل و تبادل السفراء ،
انطلاقآ من هذه الخلفية جاءت استغاثة يوسف عزت مستشار حميدتى و طلبه مساعدة اسرائيل واصفآ ما تتعرض له قواته المتمردة بالارهاب الذى تتعرض له اسرائيل قائلآ ( أقول للشعب الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية إن ما تتعرض له الخرطوم وقوات الدعم السريع هو هجوم يشـنه الجيش، استغلته العصابة الإسلامية الإرهابية، ما نتعرض له تعرضـــت لــــه إسرائيل آلاف المرات من المجموعات الإرهابية مثل حماس والمنظمات الأخرى التي يعرفها الشعب الإسرائيلي جيداً) ،
فى الايام الماضية تعرض مخيم اللاجئين الفلسطينينن بمدينة جنين الى حرب ابادة استخدمت فيها كل انواع الاسلحة و خلف العدوان الاسرائيلى عشرات القتلى و مئات الجرحى ، و نزوح الالاف قسرآ و تهجيرآ ، و تم اخراج السكان من منازلهم بالقوة ، فضلآ عن تدمير المخيم بكامله ، بلا شك لا يمكن فصل ما جرى فى الجنينة و الخرطوم بما جرى فى جنين ، وهو عكس ما كان يتمناه السيد يوسف عزت ،
فهذا هو العدوان الاسرائيلى الثانى منذ انقلاب القوات المتمردة ، حيث مارست القوات المتمردة اشد انواع الانتهاكات فى الخرطوم و غرب دارفور،
واغتالت السيد خميس ابكر والى الولاية ، كما تنتقى اسرائيل القيادات الفلسطينية و تقوم بتصفيتهم واعلان ذلك بافتخار و دون استنكار من العالم الحر ،
اسرائيل تذمرت و اشتكت مرات عديدة من تردد البرهان فى المضى قدمآ فى الاتفاق الابراهيمى ،
وهى تدرك ان اسهل الطرق لتحقيق اهدافها فى السودان يمرعبرسيطرة حميدتى على السلطة و تكوين حكومة من القوى السياسية الموقعة على الاتفاق الاطارى ، فهى القوى التى جربتها اسرائيل و طورت العلاقات معها من خلال حكومة حمدوك التى ادعت انها الممثل الشرعى و الوحيد لثورة ديسمبر ،
و ليذهب شعار ( حرية .. سلام و عدالة ) من حيث اتى ، من يعمل على تطبيع العلاقات مع اسرائيل لا علاقة له بالحرية و السلام و العدالة ، فاقد الشيئ لا يعطيه و الطيور على اشكالها تقع ، ما اشبه الحال بين جنين .. و الجنينة ،
6يوليو 2023م