السودان.. أنفجار أزمة الوقود مجددًا
بعد مرور أكثر من شهرين على القتال، يعاني السودانيون من ارتفاع هائل في الأسعار ونقص في الوقود جراء الاشتباكات الدائرة في البلاد منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
قد قضى مئات الآلاف من المدنيين في الخرطوم عدة أسابيع دون مياه نظيفة وكهرباء، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر
وأسفر الاقتتال عن خسائر فادحة في البنية التحتية المدنية بالمناطق الحضرية المكتظة بالسكان، لا سيما في المواقع داخل وحول العاصمة الخرطوم وفي دارفور.
فيما تحدثت المنظمة عن أضرار جسيمة لحقت بمحطات الكهرباء والمياه، كما لم يتمكن الفنيون من الوصول إليها لإجراء الإصلاحات اللازمة.
وقالت إن هناك مخاوف متزايدة من تفشي الأمراض حيث لا تزال هناك جثث ملقاة في العراء يصعب الوصول إليها بسبب القتال.
وأضافت أن 20% فقط من المرافق الطبية لا تزال تعمل، داعية إلى توفير الرعاية الصحية في العديد من مناطق دارفور.
احتياجات إنسانية “ملحة”
من ناحية ثانية، أكد المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في الشرق الأوسط
وجود احتياجات إنسانية “ملحة” في وادي حلفا قرب الحدود مع مصر نظرا لتكدس آلاف من السودانيين.
وقال عثمان بلبيسي على تويتر “المنظمة الدولية للهجرة تحث المانحين على زيادة التمويل بشكل عاجل لدعم الملايين المتضررين من الصراع المستمر في السودان والدول المجاورة”.
يذكر أن هدنة قصيرة اتفق عليها الطرفان المتنازعان في جدة دخلت حيز التنفيذ صباح أمس الأحد، فيما عم الهدوء النسبي البلاد، بعد أيام عصيبة من القتال العنيف.
وسبق أن أعلن خلال الأشهر الماضية عن عشرات الهدن بين الجانبين، إلا أن أيا منها لم تصمد طويلاً، فيما تقاذف الطرفان تحميل المسؤوليات.
مقتل أكثر من ألفين
وتسبّب النزاع الذي تفجر في 15 أبريل الماضي، بمقتل أكثر من 2000 شخص، وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظّمات دوليّة.
كذلك دفعت المعارك أكثر من 2,2 مليون شخص إلى النزوح، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم إلى دول الجوار، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدوديّة مع إقليم دارفور،
حيث تثير الأوضاع قلقا متزايدا خصوصا في الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.