سعدت مثل ملايين السودانيين بتعليق القوات المسلحة مشاركتها في منبر جدة لمناقشة الهدنة الانسانية لتمرير ما اسموه بالمساعدات الانسانية… تري أين هي المساعدات الانسانية نفسها حتى يسمح لها بالمرور..!
العالم الذى يتآمر علينا ويرفض ادانة استباحة عاصمتنا من قبل قوات غازية، لا يمكن ان نتوقع منه تقديم مساعدات انسانية، اذ لو كان يود ان يفعل لأدان الممارسات البربرية للقوات الغازية اولا واعتبرها مجموعة ارهابية.
آمل مثل غيرى الا تعود القوات المسلحة الى منبر جدة مجددا… ليس على الاقل قبل ان تصدر الامم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الامن والدولتان التان ترعيا منبر جدة ادانة واضحة واعتبار القوات التى غزت عاصمة بلادنا واستباحتها وروعت اسرها وشردتهم في فجاج الارض مجموعة ارهابية يحق لقواتنا المسلحة سحقها واستئصال شافتها كما تفعل الدول الاخري مع المجموعات الارهابية. في غير ذلك يتم ابلاغ الدولتين التين ترعيا المنبر بأن (شكر الله سعيكما)، وان للقوات المسلحة مهمة وتكليف حسب ما ينص دستورها بالدفاع عن البلاد وشعبها وانها الان بصدد انجاز تلك المهمة والى حين اكمال هذه المهمة وسحق اخر غازى، سنعود بعدئذ للحديث عن الممرات الانسانية وما الى ذلك من الكلام الاجوف الذى مله المواطنون.
لا زلت عند موقفي من ضرورة الانسحاب من الاتحاد الافريقي و تجميد عضويتنا في الجامعة العربية، فالثابت ان بعض اعضاء الجامعة متورطين في دعم الغزاة، ولذلك ارى انه من غير الصحيح الجلوس معهم في اجتماعات رسمية. أما الاتحاد الافريقي فقد اصبح بدون ادنى شك احد آليات الامبريالية العالمية والاستمرار في عضويتة خذلان ليس فقط للشعب السودانى بل للافارقة جميعا، وهذه منظمة اصبحت كسيحة عاجزة ارى اننا سنكسب كل شعوب افريقيا ان اعلنا انسحابنا منها، فالجميع اصبح يعلم انها منظمة صارت مدخلا للمؤامرات ضد شعوب القارة وانها تحتاج الى اصلاح جذرى يعكس طموح وآمال الشعوب الافريقية في التحرر من نير الامبريالية ومؤامراتها.
امل ان يدعم الاحرار من مثقفي بلادى هذا المقترح ومطالبة حكومة الامر الواقع الحالية بإخطار الاتحاد الافريقي بأن السودان ليس له الرغبة في استمرار عضويته في المنظمة بالنظر لموقفها ومساواتها بين الغزاة وبين القوات المسلحة.
ترى ماذا سنخسر ان تركنا الاتحاد الافريقي…؟ لاشىء…! وكنت قد ذكرت في مقال سابق ان المغرب سبق وان خرج من الاتحاد الافريقي بسبب قضية الصحراء الغربية، بعد ذلك ظل الاتحاد الافريقي يستجدى المغرب لقرابة ال ١٥ عاما للعودة لعضويته.
ايضا لاحظت كغيري ان قيادة الدولة تعطى اهتماما ربما زائدا عن المطلوب حول رد فعل العالم الخارجي على الخطوات التى تتخذها فيما يتعلق بسحق الغزاة… وهذا أمر غير جيد ويؤخر من حسم وسحق الغزاة. اعتقد ان الصحيح ان تركز قيادة القوات المسلحة على تماسك الجبهة الداخلية و تلبية الرغبة الشعبية الجامحة لسحق الغزاة. من واقع الحال وبعد كل ما حدث من جرائم وتعدى وانتهاكات غير مسبوقة، فإن الشعب السوداني – ما عدا جماعة المركزى- يؤيدون القوات المسلحة ويمنحونها تفويضا كاملا لسحق هولاء الغزاة حتى ان تطلب الامر هد المدينة بكاملها فوقهم… هذا من واقع متابعتى ومن واقع مقابلاتى مع العاديين من الناس… لم يقابلني شخص واحد يؤيد التفاوض مع الغزاة ولا داعميهم من جماعة المركزى الذين عجزوا عن ادانة كل هذه الجرائم التى ارتكبها جناحهم المسلح..!
لم يعد سرا ان العالم يتآمر ويخطط لاعادة الجناح السياسي للغزاة – جماعة المركزى- الى السلطة عبر ما يسمونه مشاركة المدنيين في منبر جدة، بالطبع يرفض الشعب السودانى بأكمله عودتهم تحت اى ظرف و اى مسمي، واثق ان قيادة القوات المسلحة تعلم الشعور العام عند المواطنين ولذلك استبعد وقوعها في خطأ استراتيجي مثل هذا، اذ ليس بوسعها التضحية بهذا الالتفاف الشعبي التاريخي حولها، والاتجاه للتفاوض او الجلوس مع الجناح السياسي للغزاة الذين استباحوا بلادنا وروعوا مجتمعنا ودمروا البنيات التحتية للدولة.
من فوائد هذه الحرب (ان كان للحروب فوائد) انها (فرزت) الكيمان والان الجميع يعلم من هم الوطنيين ومن هم الخونة…who is who.
ملخص الشعور العام من القادمين من الخرطوم او المقيمين حيث اقيم والاسئلة التى يطرحونها لى:
– اسمع … انت العساكر ديل مالم… هدنة شنو مع ديل… حيرونا ذاتو… المفروض يركبوهم لاخر واحد … يدمروهم تماما…مش قتلوا الناس وشالوا بيوتنا وانتهكوا اعراضنا وحرماتنا… تانى يفاوضوهم في شنو…! بل بس لاخر واحد…!
تكرر معى مثل هذا الحديث وان اختلفت المفردات من عشرات من الذين التقيتهم من فئات مختلفة من المواطنين… كثيرون منهم طلب منى ايصال هذه الرسالة لأؤلى الامر … وها انذا افعل…! بل بس. .! هنالك غضب يغلي في صدور المواطنيين نتيجة لما ارتكبه هولاء الغزاة في حقهم وحق بلادهم… اثق ان قيادة القوات المسلحة مدركة لهذا الامر تماما.
بل بس..!