* بلادنا السودان تعاني من أزمات على أن الوضع الإقتصادي يعتبر أم الأزمات ورغم أن السودان يتمتع بالكثير من الموارد التي تجعل منه دولة عظمى وسلة غذاء العالم المقولة التي أستهلكناها أكثر من إستهلاكنا للقمح “المستورد”!، وليس الأراضي الصالحة للزراعة والمياه والمعادن والثروة الحيوانية هي فقط مايمتلكه السودان بل هنالك كنز آخر مهمل كفيل بإحداث نقلة كبيرة في إقتصادنا وهو السياحة.
* سقت هذه المقدمة بعد أستوقفني فيديو قصير المدة الزمنية لايتعدى دقائق معدودة مرفوع في الصفحة الرسمية لشركة تاركو للطيران على منصة فيسبوك وهذا الفيديو ذو الطابع الإحتفالي تحت مسمى رحلة كان يوثق لإفتتاح محطة عنتيبي إحدى الوجهات للشركة الناجحة بدولة يوغندا ولفت نظري الشاب الذي كان على متن الرحلة وهو يتحدث بألم وأمل عن كيف نهضت يوغندا سياحياً بينما ظل السودان يهمل هذا الجانب والرافد الإقتصادي الكبير.
* تاركو للطيران وحدها وخلال خمس سنوات أقلت أكثر من “٧٨” الف مسافر سياحي إلى دولة يوغندا وعلى ذلك قس بقية الشركات العاملة في مجال الطيران من كل بلدان العالم كم أقلت من السياح الزائرين ليوغندا، ولعل هذا النجاح اليوغندي في مجال السياحة لم يأت من فراغ بل نتاج جهد ورؤية وعمل مدروس كان أن توج يوغندا لنيل جائرة الوجهة السياحية الأولى في أفريقيا في فترة وجيزة.
* جهد تمثل في تهيئة البيئة المناسبة للسياحة والسياح وتشييد أفخم الفنادق على جزر بحيرة فكتوريا الساحرة والتي ينبع منها النيل الأبيض وتهيئة حدائق الحيوانات النادرة والمحميات الطبيعية وتوفير الحراسة والممرات الآمنة للسياح ليستمتعوا بالتجوال رفقة هذه الحيوانات الأليفة والمروضة.
* عملت يوغندا بجهد وعمل دؤوب وبالإمكانيات المتاحة لها واستطاعت أن تروج للسياحة في المحافل والفعاليات الدولية و الإقليمية ومن بينها بطولة أمم أفريقيا الأخيرة عبر اللافتات ودعوات لاعبي المنتخب اليوغندي الجماهير لزيارة بلدهم والتعرف على المعالم السياحية فيها وكانت هذه النتيجة الباهرة والنجاح الكبير لدولة يوغندا في جذب السياح.
* أما نحن في السودان لدينا من الإمكانيات السياحية مايجعلنا في صدارة دول العالم وليس أفريقيا فقط ولكننا لانحسن إدارة مواردنا ولدينا الأهرامات في شمال السودان في مروي والبجراوية تمثل تاريخ عريق يتجاوز ملايين السنين ماقبل الميلاد باعتراف البعثات الألمانية والسويسرية التي عملت في الإستكشاف بهذه المناطق ولدينا حظيرة الدندر المحمية الطبيعية الأكبر في أفريقيا والتي فيها كل أنواع الحيوانات ولدينا شلالات على النيل في السبلوقة وبعد منحنى النيل وجزر الكاسنجر الجميلة ولدينا جبل مرة وشلالاته والمناطق التي تعتبر جنة الله في الأرض “مارتجلو.. سرونق نيرتتي ، قلول ، سوني ” وغيرها الكثير من المقومات لماذا لا نعرف العالم بها ونحقق بها طفرة إقتصادية عظيمة تنتشل السودان من وهدته.
* لماذا لا نستفيد من التجربة اليوغندية الملهمة في النهوض بقطاع السياحة، وكما ذكرت أنفاً لا تنقص السودان الإمكانيات السياحية فقط تنقصه الإرادة وفتح المجال للقطاع الخاص والأجنبي بالإستثمار في هذا المجال وقبل ذلك كله توفير الأمن والإستقرار وتوقف جيوب التمرد لأن السياحة والإستثمار لا تتم في أجواء إنعدام الأمن وقد فعلت يوغندا هذه الخطوة قبلاً بالإتفاق مع المعارضة وكان لها ما أرادت متى نكون نحن؟!.