أكد استمرار الاعتصام حتى تتحقق المطالب
الخرطوم ـ الموجز السوداني
أوقف محتجون في شمال السودان نحو 11 شركة تعمل في مخلفات التعدين ومنعوا التحصيل الحكومي بعد أن أغلقوا مكاتب الشركة السودانية للموارد المعدينة في سياق إحتجاجات تطالب بتوفير الخدمات
ويعتصم منذ عشرة أيام المئات من المواطنين في منطقة “العبيدية” التابعة لولاية نهر النيل احدى أكبر الولايات إنتاجاً للذهب في السودان من أجل الضغط في اتجاه الايفاء بمطالب متعلقة بتوفير الخدمات الصحية والتعليمية وأخرى أمنية.
واشتهرت “العبيدية” منذ أكثر من عشرين عاماً بنشاط واسع في مجال التعدين، ما جعلها واحدة من شرايين الاقتصاد المحلي، ومقصداً للمعدنين من كل بقاع البلاد.
وأكد عضو تجمع الأجسام المطلبية “تام” ومسؤول الإعلام في إعتصام “العبيدية” مأمون أبشر لـ”سودان تربيون” اغلاق كل الشركات العاملة في مخلفات التعدين -الكرتة – وعددها 10، بعد أن قطعت عنهم المياه، فضلاً عن إغلاق مكتب الشركة السودانية للموارد المعدنية التي تتحصل نحو 30 مليون جنيه يومياً من المعدنين
وتعمل الشركة السودانية للموارد المعدنية في مجال الرقابة المالية والفنية والإدارية والبيئية والمسؤولية المجتمعية في قطاعي التعدين الحديث والتقليدي، إضافة إلى تحصيل الأنصبة الخاصة بالحكومة ولكن تلاحقها اتهامات بتبديد الأموال الخاصة بالمسؤولية المجتمعية وعدم توظيفها بالشكل الصحيح.
وأوضح أبشر أن الإعتصام مستمر حتى تتحقق كل مطالبه، ورفض الإتهامات بسيطرة قوى سياسية على المعتصمين.
وأضاف قائلا :ليس لدينا أجندة سياسية وإعتصامنا حقوقي مطلبي وشعاره الأمن مقابل التعدين وهي حقوق مشروعة كفلها الدستوري سنستمر حتى تحقيق كل الاهداف التي يطالب بها شعبنا لن نحمل أي اجندة حزبية ولن نقبل بذلك”.
وأكد على أن الإعتصام الذي دخل يومه العاشر بدأ بمطالب أمنية بعد أن تفشت الجريمة الدخلية على سكان المنطقة بسبب التغيير الديمغرافي الكبير إضافة إلى إنتشار حوادث السرقات ونهب متاجر الذهب وتفشي جرائم القتل بطرق بشعة والإنتشار الكبير للمخدرات بأنواعها المختلفة.
مشيراً إلى أنهم طالبوا بتوفير إسناد شرطي وزيادة عدد مراكزها وتوفير الكادر الأمني للعمل على محاربة هذه الجرائم.
وأوضح بأن الإعتصام تحول لاحقاً إلى إحتجاج مطلبي بعد أن تبناه تجمع الأجسام المطلبية أبرز مطالبه ترفيع منطقة “العبيدية” إلى محلية للإستفادة من الإيرادات الكبيرة المتحصلة من عوائد الذهب لكون أن بالمنطقة نحو 11 شركة منتجة للذهب و10 تعمل في مخلفات التعدين “الكرتة”
علاوة على إنشاء المدارس والمراكز الصحية ورفدها بالكادر الطبي الحديث وتكملة مشروعات الطرق الرابطة بين مدينتي “بربر والعبيدية” إضافة إلى إنشاء محطة تحويلية للكهرباء وحل مشكلة المياه وتعيين 60% من ابناء المنطقة في الشركات العاملة في إنتاج الذهب وغيرها من المطالب الخدمية.
ووصف تجاوب حكومة الولاية والمركز مع مطالبهم بالضعيف على الرغم من عقدهم إجتماعات مع المدير التنفيذي لمحلية بربر وتعهده بتنفيذ جزء من المطالب
وتتهم أجهزة أمنية وعسكرية في السودان بالتورط في تهريب كميات كبيرة من الذهب المنتج إضافة إلى توفير الحماية لشركات روسية تحوذ على امتياز للتعدين في عدد من الولايات من بينها نهر النيل.
وكان تقرير أممي إفريقي صدر في العام 2021 كشف عن فقدان السودان نحو 267 طنا من الذهب خلال 7 سنوات بسبب التهريب.
ويشكو سكان المناطق المنتجة للذهب من إستخدام الشركات لمادة “السيانيد” شديدة الخطورة يتم الإستعانة بها في إستخلاص الذهب