الخرطوم ـ الموجز السوداني
كانت الباخرة “بدر1” تستعد لمغادرة المرفأ مساء السبت في ميناء سواكن بولاية البحر الأحمر، وهي تحمل (14.800) ألف رأس من الضأن المصدرة، لكن قبل أن تبحر هذه السفينة التي عادت من الصيانة مؤخرًا، انقلبت رأسًا على عقب بشكل مفاجئ.
تتزامن هذه التطورات مع أزمات تلاحق الموانئ السودانية، فالخطط الحكومية التي أعلنها جبريل إبراهيم وزير المالية، لوكالة بلومبيرغ، على هامش مشاركته في مؤتمر اقتصادي بمنتجع شرم الشيخ المصرية، الأسبوع الماضي، لتطوير الموانئ السودانية، وبناء ميناء جديدة على ساحل البحر الأحمر
وجراء الحادثة التي قدرت خسائرها الأولية بـ(15) مليون ريال سعودي، بحسب رئيس شعبة مصدري اللحوم خالد المقبول، لوكالة السودان للأنباء، اضطرت إدارة ميناء سواكن إلى إغلاق الرصيف لسحب الباخرة المنكوبة، وانتشال الماشية التي نفق أغلبها.
أزمة تصدير الماشية، إلى الدول المستهلكة للحوم السودانية لم تقتصر على الباخرة المنكوبة، لأن قضية تصدير الماشية تتأرجح منذ عامين ما بين تدهور المحاجر، ومشاكل النقل، وتدني الخدمات البيطرية في موانئ التصدير شرقي البلاد ومناطق الإنتاج.
ويقول إبراهيم سورتوني وهو رئيس وكالة ملاحية تعمل في مجال نقل الماشية لـ”الترا سودان”، إن الباخرة غرقت أثناء توقفها في الرصيف بميناء سواكن، وهي تحمل (14.800) ألف رأسًا من الضأن.
وقال إن الباخرة ربما تأثرت بالحمولة الزائدة، لأنها غرقت أثناء توقفها، ما يعني أن هناك ضوابط فنية للشحنة لم تُتبع بالشكل المطلوب
ويقول سورتوني، إن البواخر العاملة في نقل الماشية تتعرض للأعطال وفي ظل الأزمة الاقتصادية لا تتم صيانتها دوريًا.
من جهته يؤكد رئيس شعبة مصدري اللحوم خالد المقبول ما ذهب إليه سورتوني، وقال إن الباخرة المنكوبة كانت تعاني من عطل وتمت صيانتها بقناة السويس المصرية، وعادت إلى الخدمة.
فيما كشف رئيس لجنة مناهضة خصخصة الموانئ محمد أحمد مختار، معلومات جديدة لـ”الترا سودان” حول الباخرة المكنوبة، مشيرًا إلى أن هناك تقديرات خاطئة أدت إلى غرقها، حيثلم يتم ملء صهاريج المياه التي توضع على الجانب الآخر من الباخرة، لإحداث توازن مع شحنة الماشية.
وأضاف مختار: “الصهاريج يبدو أنها كانت فارغة، وعندما تم شحن الماشية فقدت الباخرة التوازن”
وتوقع مختار أن تطفو الماشية النافقة على سطح المياه وانتشالها الساعات القادمة، وفيما يتعلق بمصير الباخرة المنكوبة، يرجح مختار اللجوء إلى تقطيعها داخل المياه لأنها غرقت بالكامل، أو جعلها تطفوا على سطح المياه، وإبعادها عن الرصيف. أضاف: “تكلفة إخراج الباخرة عالية، وقد تلجأ الشركة إلى تقطيعها داخل عمق المياه، أو سحبها بطريقة فنية مكلفة أيضًا”.
ويرى مختار أن ما حدث يعتبر كارثة بيئية، مشيرًا إلى تكرار مثل هذه الحوادث في الموانئ، ويقول إن المطلوب هو التطوير المستمر للموانئ وشركات الملاحة