الخرطوم – الموجز السوداني
تنبأ وزيران سابقان، تعاقبا على وزارة النفط والطاقة، في عهد حكومة رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، بزيادة قطوعات التيار الكهربائي خلال فصل الصيف المقبل لأكثر من “6” ساعات أثناء اليوم. وعزا الوزيران حديثهما بسبب ما وصفه “بتفريط الحكومة” في المخزون المائي خلال موسم الشتاء الحالي، لتغطية العجز في التوليد الكهربائي، بسبب تراجع التوليد الحراري نتيجة حدوث أعطال بالمحطات الحرارية.
وشدد وزير الطاقة والنفط محمد عبدالله محمود على أهمية زيادة الربط الكهربائي مع مصر لاسيما في مثل هذه الظروف التي يمر بها السودان، وذلك للوصول إلى (300) ميغاواط على المدى القريب و(1000) ميغاواط على المدى البعيد.
وبحث الوزير أمس مع السفير المصري لدى السودان بحضور مدير عام شركة نقل الكهرباء السودانية ومدير المشروع، استعجال الخطوات الفنية المتعلقة بالمشروع وعلى رأسها وصول المعدات والأجهزة لمحطتي (دنقلا ومروي) والتصميم الخاص بالأعمال المدنية من شركة سيمنس الألمانية التي يتعاقد معها الجانب المصري، وتناول اللقاء بناء القدرات والتدريب على مستوى الكهرباء والطاقات المتجددة والنووية، وأمن الوزير على التعاون مع مصر في المجالات المطروحة مؤكداً استعداد السودان للتوقيع النهائي على مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، مثمناً عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وفي السياق توقع وزير وزارة النفط والطاقة الأسبق، عادل إبراهيم، أن يشهد الشعب السوداني صيفاً ساخناً جداً هذا العام، وقال لا أستبعد أن تكون القطوعات أقل من “6” ساعات في اليوم، عازياً في تصريح لـ”الحراك” ذلك لجملة أسباب أبرزها ارتفاع أسعار الوقود نتيجة الحروب الروسية الأوكرانية، وعجز الحكومة الانقلابية في إضافة ميقاوط واحد جديد لتوليد الكهرباء سواء المائي أو الحراري، مما يعني أن أزمة قطوعات الكهرباء ستظل قائمة مثل ما كانت في العهد البائد، بجانب تفريط الحكومة في المخزون المائي في عز فصل الشتاء الحالي، لسد العجز الذي ناتج من التوليد الحراري وقته، في نفس الوقت الحكومة تعلم جيداً أن التوليد الحراري لن يحل الأزمة، لما به من أعطال وإهمال لعمليات صيانة المحطات الحرارية وعدم تنفيذها في الوقت المطلوب، وذلك لعدم توفر قطع الغيار، نتيجة لما وصفه بـ”سوء الإدارة” لموارد توليد التيار الكهربائي، مستدلاً ذلك بأنه عندما كان وزيراً في العام 2019م لم يلجأ إلى عملية البرمجة في مثل هذا الوقت، برغم من محدودية موارد التوليد وتهالك المحطات الحرارية، قال رغم ذلك استطعنا تخفيف حدة أزمة قطوعات التيار الكهربائي خلال فصل الصيف وشهر رمضان في ذاك العام الذي قال، انتهى بدون أن تقطع الكهرباء ساعة واحدة.
ولفت إبراهيم إلى أن موارد التوليد الكهربائي تدار حالياً، بصورة وصفها بـ”السيئة والرديئة” مما يعني أن الوزارة عرضت نفسها والمواطنين إلى مخاطر كبيرة، وحمل إبراهيم وزارة الطاقة مسؤولية التفريط في المخزون المائي، وقال بعد إدارتها السيئة لموارد التوليد الكهربائي، ستخرج علينا وزارة الطاقة بأن نظريتها المالية هي السبب وراء عودة قطوعات الكهرباء، لأنها لم تلتزم بتسديد أموال استيراد الفيرنس وقطع الغيار، بالتالي ستحمل إخفاقاتها للمالية بحسب قوله.
وفي السياق جاءت توقعات الوزير السابق حسين محمود، مطابقة لنظيره الأسبق عادل إبراهيم، وقال أتوقع زيادة ساعات قطوعات الكهرباء خلال فصل الصيف القادم بنسبة كبيرة، مرجعاً في تصريح لـ”الحراك” ذلك لاستهلاك المخزون المائي خلال فصل الشتاء، مما يعني تراجع إنتاج الكهرباء المائي، خلال فترة الصيف لاسيما مع ضعف جريان النهر، مما يعني اعتماد الوزارة كلياً على التوليد الحراري لتوفير الطاقة الكهربائية، الذي قال يعيش أسوأ حالاته. في وقت أشار إلى توفر الوقود، لكن هنالك تحديات تواجه المحطات الحرارية، متمثلة في عدم إجراء عمليات الصيانة في الوقت المطلوب، وعدم توفر قطع الغيار، علاوة على تهالك ماكينات التوليد الحراري.