الخرطوم – الموجز السوداني
واصلت العملة المحلية فى السودان رحلة التهاوي أمام الدولار فى تداولات نهاية الأسبوع مع تراجع حجم التحويلات المالية عبر القنوات الرسمية.
ومنذ أكثر من أسبوع عاود الجنيه تدنيه المريع أمام العملات الأجنبية مع تفاقم الأوضاع السياسية والإقتصادية بعد نحو عام من الاستقرار للعملة.
وجرى الخميس تداول الدولار الواحد بواقع 490 و 492 جنيها بينما سجل سعر البيع للريال السعودي 129 جنيها والدرهم الإماراتي 132 جنيها.
وارجع المتعاملون انخفاض الجنيه إلى زيادة الطلب على الدولار في الأسواق الموازية وضعف التحويلات الخارجية بعد زيادة أسعار العملات الأجنبية خلال الأيام الماضية
وتوقعوا مزيدا من التراجع حال استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى السودان ووصول الجنيه 500 مقابل الدولار الواحد.
في الأثناء كشفت مصادر مصرفية موثوقة لـ” سودان تربيون” عن تراجع كبير فى تحويلات المغتربين عبر القنوات المصرفية مقارنة بالأشهر الماضية.
وقدرت التحويلات اليومية للمصارف بنحو 100 إلى 300 الف دولار فقط من قرابة مليون دولار فى السابق كما أن الكثيرين أحجموا عن بيع العملات الأجنبية للمصارف مع اتساع الفارق بين السوقين الرسمي والموازي.
وارجع المحلل المصرفي عثمان التوم فى حديثه لـ” سودان تربيون” الخميس تراجع قيمة الجنيه إلى زيادة حجم المضاربات المرتبطة بهشاشة الأوضاع السياسية والاقتصادية.
كما رجح تأثر الأسواق الموازية بإعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تكوين حكومة لتصريف الأعمال من الوكلاء المكلفين فى الوزارات إلى حين قيام الانتخابات العامة.
وتابع بأن المخاوف من استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية تمثل أحد الأسباب أيضا مشيراً إلى أنه ليست هناك طلب حقيقي للدولار بما يؤدي إلى تدني قيمة الجنيه على النحو الذي يحدث حاليا.
وأضاف هناك حالة من الركود الاقتصادي مما يعني تراجع الطلب على العملات الأجنبية لأغراض الاستيراد وقال إن التوقعات بعدم استئناف المساعدات الاقتصادية أسهم في حدوث حالة من عدم اليقين فى الأسواق الموازية للعملات.